الطفل عبد الله بعد إجراء العملية الجراحية في إنجاز فريد من نوعه عالميا نجح فريق مركز العلوم العصبية بمدينة الملك فهد الطبية في استئصال احد انواع أورام جذع الدماغ جراحيا وقد كان العلاج التقليدي لهذا النوع من الاورام هو العلاج الإشعاعي. أوضح ذلك المدير التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور عبدالله بن سليمان العمرو خلال المؤتمر الاعلامي الخاص بالاعلان عن نتائج العملية الذي اقيم صباح أمس بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض. واضاف: ان الطفل عبدالله احيل إلى مدينة الملك فهد الطبية من مستشفى رعاية ثانوية وقد كان يعاني اعراض ارتفاع في ضغط الدماغ واجريت له الفحوصات الأولية الضرورية بالمستشفى المحول وتم تشخيص الحالة على انها ورم بجذع الدماغ يحتاج إلى علاج اشعاعي تحت مراقبة جراح اعصاب اطفال مختص بمدينة الملك فهد الطبية.
بعد ذلك تطرق فريق العمل الطبي برئاسة المدير التنفيذي المشارك للادارات الطبية مدير مركز العلوم العصبية الدكتور محمود يماني إلى مراحل العملية وتطور حالة الطفل الصحية حيث تم إجراء الفحوصات اللازمة والتصوير الطبي بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ واتضح وجود ورم داخل الجزء الأوسط من جذع الدماغ مع امتداد جزء كبير منه إلى الجزء الأمامي لجذع الدماغ التي يصعب الوصول إليه جراحيا لوجود اجزاء كثيفة من عظم قاع الجمجمة امام وعلى جانبي الجزء المتوسط من جذع الدماغ.
واشار يماني الى انه تمت استشارة عدد من المراكز المحلية والعالمية في كل من الولايات المتحدة وكندا وافادوا بعدم امكانية استئصال الورم لوجوده في منطقة يصعب الدخول إليها اولا وايضا لوجود خطورة من استئصال جزء من الورم يكمن في داخل الجزء المتوسط من الدماغ حيث ان مساحة جذع الدماغ ضيقة جدا وتحتوي على مناطق حساسة جدا مثل منطقة الوعي ومنطقة اعصاب الوجه والسمع والبلع والتنفس وضربات القلب وغير ذلك من الوظائف الحيوية الهامة.
ومن جهته اوضح استشاري جراحة المخ والأعصاب للاطفال الدكتور عبدالرحمن صباغ ان العملية اجريت للطفل على مرحلتين حيث تم في الجزء الاول إزالة اجزاء كبيرة من عظم قاع الجمجمة للوصول إلى مقدمة الجزء الاوسط من جذع الدماغ وذلك تحت التخطيط العصبي المستمر و باستخدام جهاز تحديد المناطق الحساسة بالدماغ وربط ذلك بصور الرنين المغناطيسي وتم انهاء الجزء الاول وذلك بعملية استغرقت ثماني ساعات.
بعد ذلك تم إيقاظ المريض والتأكد من سلامته تماما مما اكد دقة التخطيط العصبي اثناء العملية الجراحية وتم على اساس ذلك جدولة العملية الثانية والتي استغرقت 14 ساعة في جناح جراحة المخ المزود بجهاز الرنين المغناطيسي اثناء العمليات وجهاز تحديد الاورام واجهزة مراقبة الاعصاب اثناء العملية حيث تم الدخول إلى مقدمة الجزء الاوسط من جذع الدماغ واستئصال الورم النامي من الجزء الاوسط من جذع الدماغ الممتد إلى مقدمته وتم استئصال جزء كبير من داخل الورم ولم يبق سوى 20 بالمائة من الورم الكامل ولاحاجة لاستئصاله ذلك لخطورة الاستئصال ولان هذا النوع من الاورام لاينمو بعد استئصال جزء منه وفي بعض الاحيان فإن الجزء المتبقي يضمر بعد استئصال اجزاء من الورم مشيرا الى ان المريض بحالة ممتازة ويستعد لمغادرة المستشفى خلال الايام القادمة.
واشارت رئيسة قسم علوم وظائف الأعصاب الدكتورة ريم البنيان الى انه تم تركيب اسلاك خاصة لمراقبة النظام الحركي والحسي للطفل حيث يتم التواصل بالكامل مع الفريق الطبي للتأكد من سلامة حواس الطفل موضحة أن عملية التخدير للمريض استمرت في حدود 30 ساعة طوال فترتي العملية.
المصدر جريدة اليوم
|